آداب الحديـــــــــــث ...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

اداب الحديث

يلاحظ الذى يتسمع الى احاديث العامه فى مجالسهم المتعدده تفاهه ما يتعرضون اليه
من نواحى مختلفه فهم يقطعون الوقت فى ثرثره جوفاء لا تملأ فراغا او تشبع عاطفه
وقد يعذرون فى ذلك حيث لم تتح لهم التربيه التى تتجاوز السطح البارز الى الاعماق الدفينه
ولكن المؤسف حقا ان تكون احاديث الخاصه من المثقفين فى اكثر اوقاتها على غرار
احاديث العامه...!
تفاهه ولجاجه حوار دون ان تجد فروقا واضحه بين الفريقين
فتظل تسمع وتسمع متضايقا متضجرا وقد يلجئك السأم
الى الفرار السريع دون تريث وابطاء
ومعلوم ان الناس يتزاورون ويتجمعون فى مناسبات كثيره
ترويحا للنفس فى لقاء مؤنس وسمر مريح وفى مطارحه الاحاديث تتكشف نواح هامه
يجدر التنبيه اليها والاستفاده من نتائجها اذ ان الجدب الموحش ظاهرة بارزه
تسم هذه الاجتماعات بطابعها العقيم ولابد لنا من نظره فاحصه
نزن بها ما ننفق من اوقات وما نندفع اليه من حاجات.
وانا اعلم جيدا ان الترويح عن النفس هدف مقصود من التزاور والتجمع
فليس المجال متاحا للمناقشه العلميه ولن يعقل ان تكون احاديث
الاصدقاء دروسا هامه فى بعض العلوم والفنون
ولو انها كذلك فى نطاقها المنهجى الرتيب لاصبحت مدعاه
للسأم والنفور فنواجه منها على دسامتها النافعه ما نواجهه الآن
من الثرثره التافهه على هزالها المريض ونكون بذلك قد
استشفينا من داء بداء
فالسأم والملال نتيجه واحده فى الحالتين واظنك بعد ذلك تسأل كيف يدور الحوار
وعلى اى وضع يكون..؟
ان مشارب الناس متعدده غير متحده فلديهم على اختلاف
طبقاتهم تباين عجيب يدفع الى الدهشه والتساؤل فهذا
مغتاب جرئ لا يكف عن انتقاص معارفه وتتبع عوراتهم ثم
يفرض عليك حديثه الآسن الكريه دون خجل او حياء
وذلك ناقد يتصدى للمعارضه والجدل فى ابسط ما ينبغى ان يتفق عليه
من الامور دون ان تكون له وجهة نظر غير اللجاجه والمراء
وذاك متحدث لا يفارق طفولته فى رجولته فتظل احاديثه الطويله
تدور حول نفسه واصدقائه ومعارفه فاذا شاهد تبرما من سامعه
عده اهانه تؤول الى حقد وضغينه وتترك فى سويدائه شجونا سوداء تكدر عليه صفاءه
وهؤلاء وامثالهم يجدون فى سمر المحادثه ترويحا عن خواجلهم المتوثبه
فكيف تنتظم احاديث الناس مع هذه الانماط المتنافره
حتى تعود على السامع والقائل معا بالفائده والاستمتاع..؟
اعتقد ان تنازل الانسان عن انانيته الملحه نجاح كبير لمجلسه
اذ ان هناك حبا كامنا للسيطره على النفوس يتطلب
المنافذ الواسعه للوثوب فى كل مناسبه تحين والحديث منفذ متسع يطفر
منه المتحدث فيفسح المجال لرغباته ونزعاته
فما يكاد يسمع كلمه عابره عن شئ ما حتى يندفع فى الحديث عنه دون ان
تتحد فى رأسه افكاره وعناصره وقد يتطرق منه الى موضوع
آخر يلم بنواحيه دون ان تكون له علاقه واضحه او صله ماسه
فيظل يبدئ ويعيد فى حديثه بعيد عن المشاعر منبت الصله
بالسامعين وفيهم بلا ريب من تتملكه شهوة الثرثره كصاحبه
فيضيق به ذرعا اذ يسيطر على اصحابه بهرائه الغث دون ان يترك له مجالا يرضى منازعه
وقد يتلمس السبيل الى معارضته فيفتح باب المهاتره والادعاء
واذا جنح للسلامه تلمس البادره العاجله فاندفع هو الآخر
بذكر ما يتوثب فى نفسه من اوهام.
وهكذا يتصل الحديث فى غير طائل وكأن كابوسا ثقيلا
قد ران على السامعين فهم يجثمون تحته فى ضيق مقلق وما
يكادون يفترقون حتى يتنسموا بعض الراحه مما يكابدون وكأنهم
يواصلون كفاحا مقيتا يتطلب الراحه بعد انقضائه كثيرا من التسليه الترويح
لابد اذن من علاج ناجع لهذه الثرثره البغيضه ولن تسحق
الانانيه من الناس فى يوم وليله حتى نظفر بالشفاء السريع
ومكافحة هذا الداء تقع على السامع الحصيف
فهو الذى يستطيع ان يوجه الحديث وجهه صالحه دون تصادم سافر
وسيشعر الثرثار لا محاله ببعض الضيق من انقطاع تياره الخاص ولكن الابتسامه
والبشاشه المتصله كل اولئك قد يهون من شجونه
بينما يتلقى درسا علميا يكشف عن شذوذه الانانى فلا يعود الى اللغو السقيم كيلا لا يلدغ من جحر مرتين
وبذلك يتعلم الناس شيئا فشيئا آداب الحديث

جزاك الله كل خير يا يونس

وجزاكى انتى ايضا شهد على المرور

ميرسى يونس على الموضوع المهم دا

monaliza كتب:: ميرسى يونس على الموضوع المهم دا

لا ميرسى على واجب يامنى